مما يؤدي إلى تنوع الممارسات في بيئة العمل، ثم تتداخل القيم الشخصية والقناعات الفردية للأفراد لخلق مزيج معقد من العادات والرؤى تجاه الثقافة المؤسسية التي يجب أن تسود، وقد ذلك يؤدي إلى:
- غياب الانسجام في الأداء المؤسسي.
- تصادم قيمي بين العاملين.
- تقويض الكثير من فرص تحقيق الأهداف الاستراتيجية.
- اضمحلال الرضا الوظيفي.
- الشعور العام بأن بيئة العمل غير صحية.
والسؤال: كيف يمكن للمنظمات أن تبني ثقافة مؤسسية متسقة، تعزز الانسجام بين القيم المؤسسية والقيم الشخصية، وتساعد في تحقيق أهدافها الاستراتيجية، مهما كان عدد موظفيها، أو تنوع الثقافة والبيئات الوظيفية التي قدموا منها؟
تتمثل الخطوة الأولى في تكوين منظومة قيم مؤسسية واضحة ومعلنة، تراعي المؤثرات الداخلية والخارجية، ومن ثم تعززها في بيئة العمل، وتقيس مستوى نضجها، ويتطلب ذلك:تحليل الخلفيات الثقافية والفكرية للمؤسسين والعاملين والمستفيدين، وتحديد القيم الأساسية المواكِبة لرؤية المنظمة ورسالتها وتوجهاتها المستقبلية، والتأكيد على أهمية الاتفاق على هذه القيم بين المؤسسين والشركاء والقادة بدرجة رئيسة.
كما يتطلب الأمر قياس نضج القيم المؤسسية، بالتركيز على تقييم مستوى الوعي بالقيم، ومدى اقتناع العاملين به، وقياس مدى الرغبة في تحويل القيم إلى ممارسات يومية، وربط المهام الوظيفية وفقها، ومراجعة مدى تطبيق القيم في السلوك الوظيفي وتوافقها مع القيم الشخصية، وتقييم مستوى توفر الإلهام والنمذجة من قبل القادة.
وبناء على نتائج مؤشر نضج القيم في المنظمة، يجب العمل على تعزيزها بالتركيز على:
- تنظيم ورش عمل وبرامج تدريبية تركز على ترسيخ القيم.
- خلق بيئة عمل جاذبة تحفز العاملين على تبني القيم.
- مراقبة التطور وضمان التزام الجميع بمنظومة القيم من خلال تطبيق مؤشر نضج القيم.
وما من شك أن المؤسسات بتطبيقها هذه الخطوات، ستحسن ثقافتها، وتضمن بيئة عمل متسقة وملهمة تسهم في تحقيق أهدافها بفعالية.