حين طلبت من قائد إحدى المؤسسات التي بدأنا العمل معها لتمكين قيم مؤسسته أن يزودني بالأهداف الإستراتيجية للمؤسسة سلمها لي ثم قال: «أهدافنا الاستراتيجية وقيمنا بنتها شركة استشارية عالمية مرموقة من (البج فور) ولا حاجة لمراجعتها من قبلكم»، أجبته ليس الهدف مراجعتها، بل مطابقتها مع قيم مؤسستكم وأنتم من يقرر تطويرها لاحقاً. طبقنا أداة مصفوفة الأهداف والقيم لمعرفة التقاطعات ومستوى العلاقة بالنسبة المئوية بين أهداف المؤسسة وقيمها. كما في المصفوفة الافتراضية التالية:
"تكوين منظومة القيم حجر الأساس"
كما تلاحظون لم نجد علاقة قويّة بين قيم المؤسسة وأهدافها الاستراتيجية إلا في تقاطعات محدودة. رجعت إليه وعرضت عليه المصفوفة فأعاد عليّ الكلام بأن أهدافهم الاستراتيجية بنيت بشكل صحيح وليس من المنطق تعديلها؛ فأجبته قد يكون هذا صحيحاً لكن ما يمكن تعديله هو منظومة القيم حتى تتناغم مع أهدافكم الاستراتيجية. ذلك يعني أن منظومة قيم مؤسستهم لم تكوّن بشكل يدعم الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة وذلك أحد أهم الأسس التي يُبنى عليها عملية تكوين المنظومة. إن تناغم منظومة القيم مع الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة التي تحقق رؤيتها أحد أهم خصائص المنظومة الجيّدة إضافة إلى خصائص أخرى منها:
- توافقها مع نوع نشاط المؤسسة.
- مناسبتها لطبيعة غالب فريق العمل.
- انسجامها مع السياق المحلي والسياق العام.
"منظومة القيم الجيدة تتناغم مع أهداف المؤسسة"
وعملية تكوين المنظومة ليست اختيارا للقيم فقط، بل تشمل عمليات فرعية أخرى منها:
-
- استشراف أراء القيادات.
- فحص ومراجعة الخطة والأهداف الاستراتيجية.
- مشاركة كل ذوي العلاقة في تكوينها.
- تحليل السياق العام للمؤسسة.
- إصدار منظومة القيم.
"عملية تكوين منظومة القيم تتطلب عمليات متعددة وجهد وعناية فائقة"
- تعريف القيم تعريفاً إجرائياً يتوافق مع نشاط المؤسسة.
- بناء وثائق المنظومة ومنها:
- وثيقة القيم.
- مدونة السلوك.
- ميثاق الشراكة.