ونحن لا ننكر أهمية التدريب ودوره في تطوير أداء الموارد البشرية وتمتين قدراتها؛ لكنه – بكل تأكيد - ليس خيارنا الوحيد، أو الأداة الأساس بالضرورة؛ مع إقرارنا بأنه أحد نماذج التغيير..
علينا أن نتخلّص من متلازمة التدريب! بوصفه الحل الأول، أو حتى الأفضل.
إن عمليات التغيير الثقافي لتمكين العاملين من القيم أكثر شمولية، وأوسع آفاقاً؛ فمن المفيد بل الضروري أن نلتفت لأدوات أخرى، ونركز على نماذج متوفرة، ونهتم بها، فقد تكون أكثر نفعاً من التدريب، وأعمق أثراً وتأثيراً.
وفي: (منهجية الرواد للتغيير الثقافي المستند إلى القيم) ما يقارب (100) أداة تطبيقية، لإحداث التغيير الثقافي، وتمكين العاملين من القيم المؤسسية.
فضلاً أن التدريب عملية مكلفة كثيرة التفاصيل محدودة الأثر، مقارنة بأدوات التغيير الأخرى، قليلة التكلفة، عميقة الأثر، وبعضها ليس لها تكلفة على الإطلاق.
من جهة أخرى؛ قد يكون التدريب الاحترافي؛ الخيارَ الأفضل والأهم؛ ليس لإحداث التغيير الثقافي المؤسسي؛ بل لتأهيل المعنيين بمهمة تمكين القيم؛ ليصبحوا متخصصين في إكساب وغرس القيم وتعزيزها.
وليقوموا بمهمة تأهيل سفراء للقيم، فينشرون ثقافة القيم في عملهم، ويسهموا في التغيير الثقافي لمؤسساتهم، ويشاركوا زملاءهم المعرفة.
وبذلك نستطيع تجاوز تحدي الندرة في أعداد المؤهلين في هذا المجال المهم.
ونساهم في بناء مؤسسات وكيانات تبني قيمها وتمكنها على أسس سليمة ذات عوائد إيجابية على المؤسسة ومنسوبيها والمتعاملين معها.