اقترح عليك أيها القارئ الكريم أن تنفذ لصالح مؤسستك مقابلة تلفزيونية «بودكاست» عن قيم مؤسستك يتناول فيها الضيف تجاربه وخبراته حول قيم المؤسسة ونشر هذه البودكاست بين العاملين. إنني أجزم أنه سيحدث أثراً إيجابياً مباشراً على سلوكهم المهني، ويحدث تغييراً ثقافياً واضحاً ويمكن للمؤسسة أن تفتح المجال أمام العاملين فيها لابتكار مناشط وبرامج متنوعة لمشاركة المعرفة حول قيم مؤسستهم وتجاربهم الشخصية حولها.
العملية الثالثة: التعليم
المؤسسة التعليمية مسؤولية عن تمكين القيم بعد الأسرة حيث تساهم بشكل كبير في تهيئة البناء المعرفي عند الطلبة. فدور المعلمين والمنهاج بالغ الأهمية في المواقف التعليمية التي تمكن القيم بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
غير أن التعليم ليس حكراً عليها ويمكن أن تقوم به المؤسسات الأخرى الحكومية والخاصة والقطاع غير الربحي لتمكن القيم حيث يقوم المعنيين في تلك المؤسسات بإحداث عملية التغيير الثقافي من خلال برامج تعليمية وتطوير مناهج وأنشطة وفعاليات قرآه ومناقشة وجلسات حوارية ومحاضرات حول قيم المؤسسة بشكل متوافق مع خبرات وتأهيل العاملين بهدف إثراء معلوماتهم وتكريس معتقداتهم حول قيم المؤسسة.
سنتناول لاحقاً العملية الرابعة وهي: التدريب الهادف لنقل المهارات وإكساب الممارسات التطبيقية وقد يرى البعض أن ذلك يكفي عن التعليم وذلك غير صحيح؛ فالتعليم عمليّة تهدف لإكساب المعلومات وترسيخ المعرفة التي هي أساس المهارات التطبيقية. إن المحور الذي تدور عليه عملية التعلّم هي القراءة التي ضاعت في خضّم خصائص العصر الحديث المكتظ بوسائل التلقي المباشر البسيط من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، فإن استطاعت المؤسسة استثمار عملية التعليم بشكل مشوّق وجاذب فإنها ستحدث تغييراً معرفياً كبيراً على العاملين فيها يحدث أثراً في سلوكهم المهني.
في دراسة وطنية عن القراءة ومجتمع المعرفة في المجتمع السعودي، نفذها مركز إثراء بشركة أرامكو السعودية، تناولت الاتجاهات والتفضيلات، والأساليب والأدوات التي يبني فيها الفرد معرفته تبين أن القراءة مصدر مهم لدى غالب أفراد المجتمع لتحصيل المعرفة. (المرجع: القراءة ومجتمع المعرفة، اتجاهات القراءة وأنماطها لدى المجتمع السعودي، مركز إثراء، 2014.)
العملية الرابعة: التدريب
يهدف التدريب إلى إكساب المهارات والأداء التطبيقي العملي وهذا هو الفارق بينه وبين عملية التعليم التي تهدف لإكساب المعرفة والمفاهيم.
إن استثمرت المؤسسة في عملية التعليم فمن المفيد أن تعاضد ذلك بعملية التدريب التطبيقي وأن تجاوزت عملية التعليم فيمكن تلافي ذلك بإدماج تحصيل المعرفة مع البرامج التدريبية مما يعني أن معدّ البرامج التدريبية للمؤسسة لابد أن يكون على وعي ببقية العمليات والبرامج التي تقوم بها المؤسسة لتمكين العاملين من قيمها.